نبذة عن دیفید لیرمان

ولد دیفید كابن لأحد المزارعین في یوركشایر بشمال شرق إنجلترا. وفي عام 1973، حصل على منحة دراسیة لإكمال دراستھ في جامعة ُك ْمبریا -كما یطلق علیھا الیوم- وتخرج منھا وحصل على درجة البكالوریوس مع مرتبة الشرف في تصمیمات الجرافیك والتصویر الفوتوغرافي. كما فاز بجائزة “الطالب الأفضل للعام” والتي أتاحت لھ تغطیة نفقات عامھ غیر الأكادیمي الذي أمضاه كإجازة للسفر في جمیع أنحاء أوروبا وكانت الكامیرا رفیقتھ في ھذه الرحلة.

وعند عودتھ إلى المملكة المتحدة في عام 78، أسندت إلیھ وكالة أزیاء مقرھا في لندن وظیفة مصور لعروض أزیائھا. على مدار السنوات التي تلت ذلك، أصقل دیفید موھبتھ واحترافیتھ بالعمل في عواصم الأزیاء الأوروبیة مع كبار مصممي الأزیاء والمصورین وعارضات الأزیاء في ذلك الوقت. وبعد عدة سنوات من السفر في كل مكان والمشاركات المكثفة بعروض الأزیاء الشھیرة، قرر أن ین ِحي كامیراتھ جانبًا ویبدأ في تأسیس شركة تصمیمات خاصة بھ في لندن.

وھكذا، صب دیفید تركیزه على مدار السنوات الثلاثین الأخیرة على إدارة أعمال التصمیمات، وتكوین شبكة من العملاء الدولیین في جمیع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط. وفي عام 2002، نقل مقر شركتھ إلى الإمارات العربیة المتحدة وظل یعیش ھناك حتى یومنا ھذا. وبفضل ما یتمتع بھ من علاقات مع أصدقائھ الإماراتیین، استطاع عن كثب أن یحظى برؤى حول تقالیدھم وتراثھم وثقافة دولة الإمارات العربیة المتحدة وأصبح مفتونًا بھا لدرجة أنھ في عام 2015 لم یسعھ إلا أن یعود إلى نقطة انطلاقتھ ویلتقط كامیراتھ مرة أخرى؛

حیث بات في الوقت الحاضر یقضي معظم وقت فراغھ في استكشاف المناظر الطبیعیة الخلابة التي تتلاشى سریعًا والتقاط أفضل الصور لھا فض ًلا عن تصویر أوجھ الثقافة والأنشطة الترفیھیة التقلیدیة الإماراتیة، واستقر في رأس الخیمة التي تُعد أكبر إمارة في شمال الإمارات العربیة المتحدة.

أصور فحسب النور الذي تتیحھ لنا الطبیعة، وعندما یتلاشى، یتعین استكشاف أسرار الظلال الخفیة

شغفي

یتملكني الشغف بروایة القصص المصورة والتقاط المشاھد الطبیعیة ولحظات الحیاة التي تحث من یشاھدھا على الاستكشاف والوصول إلى الفروق الدقیقة وكشف الأسرار الخفیة.

یتضمن تصویري الأمور التي أصبحت مألوفة لدرجة أنھا باتت غیر ملحوظة لكل من حولي؛ فأنا التقط صور تجسد المشاعر وتعبر بصدق عن الدینامیكیات الفریدة للمشھد.

ولكي أكون مستعدًا للحظة المناسبة لالتقاط تلك الصور، غالبًا ما أستقل سیارتي الجیب -غیر الموثوقة كلیًا- وأنطلق على الطریق قبل الفجر، وأذھب عدة مرات إلى نفس الموقع حیث قد أقابل نفس الأشخاص إلا أنني أكتشف في كل مرة طبیعة مختلفة للمكان. لقد أدركت أن اكتشاف ھذه الطبیعة على وجھ التحدید لیس بالأمر الھین؛ بل یمكن اعتبارھا شری ًكا عنیدًا یتطلب المثابرة والكثیر من الصبر لسبر غور جمالھا، وأنا أرى ذلك تحدیًا صعبًا یستحق العناء.

خبراتي

كانت أول كاميرا على الإطلاق استخدمتها لالتقاط صوري من نوع Pentax Spotmatic –وأتذكرها جيدًا ولا يسعني أن أنساها أبدًا– وكانت أول كاميرا مزودة بمقياس ضوء مدمج.

وعندما بدأت مسيرتي المهنية، توفرت لي ميزانية ضخمة بالنسبة لذاك الوقت وطُلب مني أن “أعد عدتي وأدواتي لهذه المهمة”! ومن ثم، سافرت في رحلات عمل بعدما أعددت عدتي وأصبح بين يدي أحدث أدوات التصوير ويرافقني في رحلاتي محرر وصحفييْن وكذا حصلت على تذاكر لأفضل عروض الأزياء في المدينة، وجُبت عواصم الموضة في أوروبا لتصوير نساء رائعات يعرضن أزياء مدهشة ولكنها قد تكون في أحيان أخرى غريبة بعض الشيء.

ومضت السنوات سريعًا حتى عام 2015 عندما عدت أدراجي من جديد إلى نقطة انطلاقي؛ وقررت أن استثمر عدة آلاف من الدولارات من أموالي الخاصة في شراء معدات تصوير رقمية، ومنذ ذلك الحين أمضيت العديد من الساعات المضنية أتعلم من جديد كل شيء، اعتقدت أنني قد عرفته بالفعل من قبل.

رؤيتي

إن تحقيق رؤيتي يشبه إلى حد كبير ملاحقة الظلال؛ فالمشاهد وأوجه الطبيعة دائمة التغير، وأحيانًا تتسم بالانسجام والتناغم وفي حالات أخرى لا يحدث أي من ذلك. ولا أصل مطلقًا لمرحلة الرضا عن عملي؛ وفي كثير من الأحيان، أجد نفسي أدور في حلقة لا تنتهي من المراجعة والرفض، وأعيد دراسة كل لقطة وصولًا إلى أدق التفاصيل.

ساعدتني طبيعة عناصر صوري المألوفة وعدم عموميتها أو ملاحظتها من الآخرين إلى انتهاج أسلوب يعبر عن العلاقة الوثيقة بين عناصر صوري وبيئاتها المتنوعة.

وتكمن رؤيتي في التقاط الصور التي تعبر أصدق تعبير عما تفصح عنه اللحظات العابرة من انفعالات وأحاسيس وتحري الوقت المناسب للقيام بذلك.